كتب جوش فريد قائلاً:
اذا أردنا التحدث عن الوباء الذي ضرب العالم في 1918, حيث لم يمكن هناك انترنت او تلفاز حتى البث الاذاعي لم يكن قد بدأ بعد ، فيمككنا القول أنه لم يكن بمقدورنا فعله لو كنا في ذلك الوقت سوى الاصابة بالملل الشديد او كنا لعبنا لعبة اختيار العصي طوال النهار.
ولكننا محظوظون لحدوث هذا الوباء في عصر تكنولوجيا المعلومات حيث أصبحت عزلتنا الالكترونيه أسهل وأكثرا تسليةً، ولكن هذه التكنولوجيا أضافت عزلة اضافيه على عزلتنا ولنفرض جدلاً أن الوباء حصل في سيتينات القرن فماذا كنا سنفعل ٱن ذاك؟؟؟ حينها كنا سنشاهد تان تان و كنا سنتحدث مع أصدقائنا عبر الهاتف ، أو كنا سهرنا على نغمة الخط المشغول طوال الليل لأن أصدقائنا كانو يتحدثون مع شخص ٱخر.
ولكن فيما اذا فكرنا بهواتفنا الذكية التي بواسطتها نستطيع التحدث مع أي شخص أينما كان او ارسال رسالة كلما أحسسنا بالملل من العزلة .
وكما تعتبر هذه الهواتف كالعصا السحرية فأيضا أجهزتنا الكمبيوتر هي بوابة سحرية تتيح لنا الهروب افتراضياً من منازلنا دون الحاجة لمغادرتها بالواقع.
فمثلا لدي أصدقاء يأخذون دروسا في الشطرنج من عشرة دول مختلفة، وٱخرون يأخذون دروساً في اللغة او الرياضة مع زملاء يبعدون عنهم آلاف الكيلومترات .
وأيضا البعض مما يقضون وقتاً طويلاً على الانترنت لمتابعة مهرجانات الأفلام أو المؤتمرات المناخية أو حتى للمواعدة عبر الفيديو من عدة مدن بنفس الوقت.
أما المفارقة المضحكة هنا أن الآباء الذين اعتادوا على التحدث لأطفالهم عن مخاطر الجلوس وراء الشاشات الآن يطالبون أطفالهم بالجلوس باهتمام أمامها لمتابعة دروسهم.
وفي هذه الأثناء استطاعت الكثير من الشركات ومنها أمازون بالنجاح في جعلنا ننصرف نحو التسوق الالكتروني حيث نستطيع شراء كل شيئ نرغبه بدون بذل اي مجهود بل وتحول ذلك الى إدمان.
أبضاً استطاع برنامج مثل الزووم بالحلول مكان الاجتماعات وجها لوجه في حفلات الأعياد ميلاد ومراسم الزواج وأصبح شريكا بنقل اللحظات السعيدة.
وفي النهاية يمكننا القول بأننا محظوظون جداً لوجودنا في هذا العصر الحديث فحينما حل الوباء استطاعت التكنولوجيا مساعدتنا في كل جوانب الحياه تقريبا
وان كنت غير متأكد من ذلك فاسأل نفسك كيف شعر الناس الذين أصيبو بالوباء عام 1918؟؟ وهل بإمكانك وضع نفسك مكانهم؟؟؟
المصدر: montrealgazette