نجلاء برغل طالبة جامعية بعمر 79 تقول بأنها لم تسمح للعمر أن يحول بينها وبين حلمها في التعليم الجامعي. نجلاء (الطالبة في السنة الرابعة)، كانت ترغب بدراسة قسم رياض الأطفال، لكنها لم أستطع لظروف معينة، ثم سعت نحو حلمها بدراسة قسم المكتبات.. القسم الآخر الذي أحبته وتمنت دراسته، وها هي اليوم على أبواب التخرج”.
كانت نجلاء تعيش مع عائلتها في حي القابون بمدينة دمشق عندما أجبرهتم الحرب على مغادرة المنزل، كما فقدت ولديها في الحــرب. وبعدها انتقلت إلى محافظة اللاذقية.
بدأت نجلاء تحقيق حلمها في تحصيل العلم، عندما كانت في الـ54 من العمر، حيث حصلت وقتها على شهادة محو الأمية ومن ثم شهادة التعليم الأساسي، لتكمل مشوارها في اللاذقية وتحصل على شهادة التعليم الأساسي بعمر 69.
وتابعت نجلاء: “رغم أنني رسبت سنتين متتاليتين في امتحانات التاسع، لكنني لم أيأس فقد كان إصراري على تحقيق حلمي أكبر من أي شعور بالخيبة والتراجع، وبالفعل نجحت في المرة الثالثة، وفي السنة التالية قدمت على امتحانات الشهادة الثانوية ونجحت وحصلت على علامات أهلتني للتسجيل في قسم المكتبات الذي أحب”.
ووصفت مشاعرها تجاه العلم قائلة: “في الدراسة أفجر كل الحزن والغضب والقهر المزروع في داخلي جراء فقد أولادي في الــحرب وتهــجيري من منزلي أنا وعائلتي وأيام المعاناة التي عشناها ونحن نبحث عن مأوى”.
ورغم كل ما مرت به من ظروف قاسية لم تسمح نجلاء لأي شيء أن يحول بينها وبين تحقيق حلمها، سواء تعليقات بعض الأشخاص، أو ظروفها المعيشية التي تجاوزتها بالعمل، وتقول أنها لم تنكسر ، بل عملت ولا زالت تعمل في جني الليمون والزيتون وغيره من الأعمال التي تحفظ كرامتها وتساعدها على مصاريف الجامعة”.
ولا يعكر سعادة نجلاء في دراستها، بحسب تعبيرها، سوى أنها تعاني قليلاً باستيعاب المنهاج وأنها بطيئة في الكتابة، لكن تستدرك هذه المعوقات نجلاء على عجل لتصفها بأنها تتغلب عليها بالدراسة والتمرين والصبر.
لم يكن في بال نجلاء عندما دخلت الجامعة أن تحصل على فرصة عمل بعد التخرج لأنها تعرف أن ذلك مستحيل فعمرها وصحتها لا يسمحان بذلك. وأوضحت سبب اختيارها قسم المكتبات، شارحة: “المكتبات، تعني العلم والثقافة كما تعني التاريخ… تعني عشقي الصغير وحلمي الكبير الذي أحققه بشغف الصبايا وعنفوان الشباب”.
وختمت حديثها بقولها: “حلمي لا ينتهي بالتخرج من قسم المكتبات، فأنا أطمح لدراسة الماجستير بعد التخرج. سأتابع تعليمي حتى آخر يوم في عمري ما دام في الحلم بقية”.
المصدر theworldsnn